--------------------------------------------------------------------------------
نتيجة التفرقة ...
كان هُناك عائلة صغيرة مُكونة من أب و أثنان من أبناءه الكبير اسمه "قبيح" و الصغير اسمه "جميل"
"جميل" : هيا يا أبي نذهب الى الحديقة
الأب " أبو فضلة" : انتظر قليلاً حتى يرجع أخاك "قبيح" من الدكان
جميل : ولكن يا أبي نحن لا نحتاج أن ننتظر من أجله
أبو فضلة : نعم هذا صحيح , ولكني أريده أن يأتي معنا , لأننا بعد أن تنتهي من اللعب بالحديقة , سنذهب الى السوق وأشتري لك كل ما تريد
جميل : أهاااااااا , أنت تريده حمالاً معنا ....
أبو فضلة : نعم
وبعد قليل وصل قبيح للبيت , وكان قادماً من دكان والده الذي يعمل فيه المسكين ليلاً ونهاراً ( بينما أخاه جميل كان يخرج يومياً ليتفسح ويتمشى مع والده ) , وكان بادياً على وجه قبيح الارهاق والتعب ..........
قبيح : السلام عليكم
أبو فضلة : لماذا تأخرت أيها الولد العاق
قبيح : لقد كنت بالمحل !!! ولم أتأخر
أبو فضلة : هذا رد جوابك علي ........ أما حيوان صحيح
جميل : ألم يعلمك أهلك كيف ترد على الأشخاص الذين يكبرونك بالسن؟؟
قبيح : أهلي ؟؟ ومن هم أهلي برأيك؟
أبو فضلة : اخرس يا قليل الأدب
وقام أبو فضلة بصفع قبيح على وجهه , فسقط المسكين على الأرض , وبسرعة قام أبو فضلة بامساك قبيح من الخلف وتثبيت يديه , بينما كان جميل واقفاً على العمود في ركن الحلبة , فقام بالقفز على قبيح ورفسه على وجهه ( فقد كانت حركة ثنائية مذهلة ) فوقع قبيح مرة أخرى , و بسرعة هم أبو فضلة بتثبيت قبيح , وعد الحكم حتى ثلاث , وبذلك انتهت المباراة , وخسر قبيح حزام البطولة للمرة الثانية .........
قبيح ( بقهر) : حرام عليك يا والدي , لماذا تكرهني وتحب جميل , لماذا هذه التفرقة ؟؟؟
أبو فضلة : ومن قال أني أفرق بينكم , كل ما في الأمر أني أعاملك كرجل لأنك أكبر من جميل وستكون المسؤل عن هذا المنزل بعد وفاتي , الذي هو بالطبع مسجلُ باسم حبيبي جميل ....
قبيح : هل تعني أنك تحبني فعلاً.؟؟؟
أبو فضلة : بالطبع , وحتى أثبت لك ذلك حالاً , اقترب مني لأضمك بين أحضاني ضمة الأب الذي لا يفرق بين أبنائه
فرح قبيح بكلام والده فاقترب من والده وهو فاتحاً يديه وصدره رامياً نفسه في حضن والده الحنون , ولكن .....
بدلاً من أن يقوم أبو فضلة بمعانقة ابنه , فقد قام بامساكه بين معصميه , وقام بعمل "سوبليكس" خلفي , ليسقط قبيح أرضاً ( بعد ذلك تدخل الحكام لإنهاء المباراة ) ............
بعد تلك الحركة الغدارة التي قام بها أبو فضلة , أيقن قبيح بأن والده يكرهه , ولم ولن يكن يوماً يحبه , ومع ذلك رافقهم المسكين رغماً عنه الى الحديقة والسوق كالخادم , وفي الحديقة ..........
جميل : أبي أبي ... أريد أن ألعب بالزحليقة
أبوفضلة : لكن لدي لعبة أفضل من ذلك
جميل : وما هي يا أبي؟؟
أبوفضلة : لما لا تركب على ظهر أخاك قبيح , و تلعب عليه ...
جميل : فكرة سديدة
قبيح : أوصلت بكم الحقارة الى هذه الدرجة؟؟!
أبو فضلة : اخرس .... قبحك الله يا قبيح
بعد ذلك قام جميل بالركوب على ظهر قبيح وجعله كالحمار , وكان قبيح يمشي وينهق رغماً عنه....
بعد أن أمضى جميل و والده أبو فضلة وقتاً ممتعاً على ظهر قبيح , خرجوا من الحديقة وذهبوا للسوق , لشراء بعض الأغراض لجميل , وفي السوق بينما كان قبيح يمشي معهم ........ فجأة فاذا بوالده يصفعه على وجهه .........
قبيح : آآآآآآآآآآي , ليش كذا
أبو فضلة : أنا حر , ولا لديك مانع
جميل : هيه , لماذا لا تحترم والدك , ها؟؟
قبيح : لماذا تعاملونني هكذا ؟؟؟ ألست ابنك كما هو جميل بالنسبة لك ؟
أبو فضلة : اسكت , هذا ليس من شأنك ..
وقام أبو فضلة بصفع قبيح مرة أخرى على قفاه , واستمر على ذلك الى أن وصلوا للبيت ..
وفي البيت ..........
قبيح : العشاء جاهز
جميل : أشتم رائحة شهية , يبدو أنك حضرت لنا شيئاً لذيذاً
قبيح : أكيد , لقد حضرت لكم طبق السباغيتي , مع سلطة البطليموس , وقليلاً من شطائر التين المحلاة
أبو فضلة : يامي يامي , سلمت يداك .... أقصد عسى يدك تنشل يا كلب
قبيح : هيا تفضلوا , عشاءً هنيئاً انشاء الله
جميل : طبعاً أنت لن تأكل معنا
أبو فضلة : هذا شيء مفروغُ منه
قبيح : لا , فقد حضرت طعامي في المطبخ
أبو فضلة : هيا انقلع عن ناظري , قبل أن أفقد شهيتي
ذهب قبيح للمطبخ لتناول عشاءه , وجلس جميل ووالده في الصالة لتناول عشاءهما ........ بعد انتهاء العشاء , بدأ وجه جميل بالاصفرار , فنظر اليه أبو فضلة .....
أبو فضلة : ما بك يا بني , لماذا اصفر وجهك
جميل : لا أدري يا أبي .......... أشعر بأن وجهي سيحترق
أبو فضلة : بني , ماذا بك اخبرني ؟؟؟
وفي هذه اللحظة بدأت ملامح جميل بالاختفاء , وظهور نقط سوداء بدلاً منها
أبو فضلة : ما هذا , يا بني , انظر الى وجهك يبدو كالرسوم المتحركة ......... هههههههههههههههههههه
جميل : أبي , أرجوك افعل شيئاً , ساعدني , لم أعد أشعر بملامح وجهي
أبو فضلة : أكيد , لأنه لم يعد لديك ملامح أصلاً , يبدو أنك ستكتفي بالنقط السوداء لتعبر عنها .. ههههههههههاااااييي
وبينما كان المسكين جميل يتألم و يبكي , وكان والده يسخر منه ويضحك على حاله , فاذا بأبو فضلة يسكت فجأة , ثم بدأ بالصراخ ................
أبو فضلة : آآآآآآآه ماهذا الألم , معدتي , أمعائي , ألمُ فظيع!!!!!!
قبيح : ما بكم ماهذا الصراخ؟
أبو فضلة : الحقني يا ولدي , أني أموت وجعاً , أرجوك أحضر لي الطبيب
قبيح : الآن أصبحت ولدك هاه؟
أبو فضلة : آآآآآآآه آآآآآووو , أرجوك , ألا تحب والدك
قبيح : بلى أحبك
أبو فضلة : اذاً لما تفعل بي هذا؟
قبيح : ألم تسمع عن أغنية اليسا (حبك وجع) , وانا هكذا أعبر عن حبي للآخرين بايجاعهم
أبو فضلة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا بطيني تألم ..... يوم العشا تولم ... وليدي مني تعلم ... خوفي الموت وجهنم
ومات أبو فضلة وهو يردد هذه الكلمات , بينما ابنه المدلل جميل فقد عاش طوال عمره خادماً لقبيح وبقي وجهه من دون ملامح ...
كانت هذه هي نتيجة التفرقة بين الأبناء , فانتبهوا على أبنائكم ولا تفرقوا بينهم كما فعل أبو فضلة ....