الموضوع ده عجبني جدا وهو من كتابات الكاتب الكبير جلال عامر حبيت انقله هنا وعلي فكره الموضوع موجود في المصري اليوم بعدد 31/10/2010
فى وداع أكتوبر
بقلم جلال عامر ٣١/ ١٠/ ٢٠١٠
حرام عليك تبعت عينيك تشغل عينيا طول الليالى.. ولحين إصلاح نظارتى حاول أن تتأمل بدلاً منى، ولحين عودتى إلى الحياة حاول أن تتألم نيابة عنى، فاليوم ذكرى وفاتى فأنا توفيت فى ٣١ أكتوبر ٧٣ من الصدمة لكننى لم أدفن بعد.. فبعد الحرب اختلف تاجر فى شارع «الشواربى» مع وكيل وزارة الكهرباء على ثمن «بنطلون»، فسدد التاجر لوكيل الوزارة لكمة قتلته أمام أسرته وأعلنوا فوز الانفتاح على الدولة بالضربة القاضية، فتحولت الدولة إلى ذكرى وتحول «الشواربى» إلى رمز، وأفهمونا أن بعد الليل يأتى الصباح وبعد العبور يأتى الانفتاح، وجاء «فرانك سيناترا» الصهيونى ليغنى أمام «السادات» تحت سفح الهرم فى ذكرى وفاة «عبدالناصر»، وغيرت الملايين التى استقبلت «خروشوف» زعيم الاتحاد السوفيتى ملابسها وعادت إلى الشارع لتستقبل «نيكسون» رئيس أمريكا بنفس الحماس، وامتطى الأراذل ظهور الأفاضل وأصبح ظل كل إنسان «مخبر»،
وأرسلنا لصاً إلى قسم الشرطة ليضمن طبيباً مسكوه «تحرى»، وتحولت المدرسة إلى وحدة منتجة لبرطمانات «المخلل» لتربية جيل من «الطرشجية»، ومن يومها مازلنا نعيش فى المربع الذهبى (أمريكا- المعاهدة- الانفتاح - الحزب) ومازال النيل يجرى حتى صوره الرادار ثم أوقفه الكمين.. وأصبح مرور القوانين فى المجلس أسرع من مرور السيارات فى الشارع، وفك هذا المربع الذهبى يبدأ بتخلى السيد الرئيس عن رئاسة الحزب حتى تعود شمس النهار إلى مكانها وقمر الإرسال إلى مداره.. ويصبح المصريون متساوين (١٧٩ طول و١٨٠ مرتب)..
فى ذلك الوقت كنت أسكن فى «خرابة» تطل على عمارة يسكن فيها تاجر مخدرات وكان البوليس نشطاً يأتى كل يوم الفجر ويقبض على أحد السكان بتهمة التستر على تاجر مخدرات ثم يذهب تاجر المخدرات إلى القسم ويضمنه ويعود به إلى العمارة وهو ينصحه ألا يتستر على أحد..
بعد أكتوبر خلعت النجوم ووضعت على كتفى «طبابة» روماتيزم وانتقلت من معبر (٤٨) إلى أتوبيس (٦٤) وطار فى الهوا «شاشى» وضاع فى الأرض «قطنى».. وأمس طلبت الدليل وسألته (أين نحن؟) فرد (مازلنا فى المربع الذهبى).. حضرتك عندك تكييف؟ من فضلك شغل التكييف واستمع إلى نشرة الأخبار لتتأكد أن قطار التنمية «مراكز» وليس محافظات، واديها كمان حرية حتى تفقد الوعى.. باى باى أكتوبر.
الأحد أكتوبر 31, 2010 9:23 pm
