في الحقيقه خبر عجبني وياريت واتمني ردودكم الجاده.....
المحلة الكبرى- ميدان الشون
مجموعة كبيرة من الجماهير تجري في اندفاع شديد نحو إحدى المدارس في حالة هيسيترية، أحدهم يمسك بزجاجة ممتلئة بالكحول ثم يلقيها على بوابة المدرسة لتنفجر؛ ويجري مخلفا وراءه نيرانا.. شخص آخر يمسك بكابينة تليفون عمومي ويهزها في عنف وجنون غير قادر على اقتلاعها من قاعدتها الأسمنتية، يلمحه زملاء له فيأتون في سرعة ليقدموا له المدد، وبعد شدٍّ وجذب، تنخلع الكابينة فيجتذبونها بعيدا عن مكانها -كأنهم يجرون جريحا- ويلقونها في إهمال وسعادة وسط الشارع.... يهتف أحدهم فجأة:
السكة الحديد يا "وله"!
فيجري كل "وله" منهم في سرعة تجاه السكك الحديدية وكأنه ذاهب للقاء حبيبته، وبعضهم يحمل حاجزا أسمنتيا ضخما.. يضعونه بالعرض على شريط السكك الحديدية ليمنعوا القطار القادم من بعيد من المرور، فيضطر أن يقف قبل الحاجز بعِدّة أمتار؛ لينهال عليه الوقوف رميا بالطوب والحجارة وهم يشعرون بسعادة غريبة لا يعرفون لها أي مصدر!
تتحرك قوات الأمن، ويبدأ التراشق بينهم وبين الجماهير المحتشدة.. طلقات رصاص.. قنابل مسيلة للدموع.. حجارة وزجاجات حارقة.. صراخ وكر وفر.. المستشفيات.. أقسام الشرطة.. المدينة بعد العاصفة وقد بدت وكأن معركة حربية عنيفة وقعت في شوارعها.
-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
"هذا وقد كانت نتيجة أحدث المحلة.. مقتل صبي عمره 15 عامًا وإصابة 110 أشخاص، واعتقال 350 شخصا آخرين يجري التحقيق معهم، أما الخسائر المادية فكانت إحراق ثلاث سيارات خاصة، وإتلاف ثمانين سيارة أخرى، وأربع سيارات إسعاف، وإتلاف وسرقة 80 جهاز كمبيوتر بمدرستين، بالإضافة إلى تعرُّض 18 محلاً لأضرار متباينة"
-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
أغلب -إن لم يكن كل- اللي شاف الصور اللي جاية من المحلة الكبرى يومي 6 و 7 إبريل اللي فاتوا جاله انطباع إن الصور منقولة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن فيه غلط في المعلومات اللي الصحفيين والمذيعين بيقولوها..
وإن اللي بيحصل ده بيحصل في طولكرم أو غزة مش في ميدان الشون أو سكة طنطا في المحلة..
وده لأن اللي حصل اليومين دول ماكانش طبيعي أبدًا..
صحيح أن الكل لغاية دلوقت لسه غير متفق على نجاح فكرة الإضراب من عدمه..
وإن فيه ناس مختلفة على فكرة الإضراب نفسه وشايفين -رغم وجاهة ومشروعية وقانونية الفكرة- إنه كان محتاج تنظيم أكتر وتحديد أكتر لـ"مين هيضرب عن إيه وعشان مين ينفذ مطالبه"..
لأن وجود فكرة الإضراب في المطلق كده خلّى كتير يتصور إن المطلوب منه هو "العصيان المدني"، يعني الكل يقعد في البيت ومايتحركش بحيث إن الضرر يقع على الجميع..
على الناس نفسهم من غير ما يأثّر على الحكومة للفت نظرها والضغط عليها للتعامل مع هموم الشعب..
والفريق ده شايف.. إن الإضراب مايتعملش كده أبدا؛ لأنه كده بيتحول إلى ضرر كبير.. وإنه أي إضراب لازم يبدأ بالتدريج ويخص فئات معينة يكون ليها مطالب محددة.. زي ما حصل مثلا مع عمال غزل المحلة أو موظفي الضرائب العقارية من كام شهر..
وصحيح إن فيه فريق تاني شايف.. إن الإضراب نجح جدا..
وإنه مش مطلوب من الناس لمّا تنفذ أول إضراب عام أكتر من اللي حصل يوم 6 أبريل..
وإنه أكيد الأفكار لما بتتنفذ أول مرة بيكون فيها أخطاء..
وعليه فإن أنصار الفريق ده شايفين إنه في المجمل العام "الإضراب حقق كتير من أهدافه"
وسواء كنت إنت مع الفريق ده أو الفريق ده..
فالأكيد -ومهما كنت حكومة ومهما كنت معارضة- عمرك عمرك ما هتوافق على اللي حصل في المحلة من تحطيم لكباين التليفونات العامة، وحرق بعض المدارس والعربيات، وقطع الطريق على القطارات ووضع حواجز على القضبان عشان حركة السير تقف؛..
لأنه في الأول وفي الآخر كل الحاجات دي بتاعة الناس اللي ولّعت فيها!
يعني إنت عمرك ما هتشوف وزير كبير راكب قطر قشاش..
ولا عمرك هتشوف ابن رئيس وزراء بيتعلم في مدرسة حكومية غلبانة وفقيرة من اللي الناس ولّعت فيها..
ولا عمرك هتشوف مسئول كبير واقف بيتكلم في كابينة تليفون بسرعة عشان خايف الكارت يخلص!
لأنك أصلا مش بتشوف حد من دول بيمشي في الشارع اللي إنت بتمشي فيه!
فإيه بقى الفايدة اللي هتعود
على الناس اللي عملوا الحاجات دي؟
تعرف إنت تقول لنا؟
وتعرف إنت تقول لنا برضه
إيه اللي خلّى "بعض" ناس المحلة يعملوا كده؟
إيه السبب..
وازاي ممكن نمنع تكرار ده من جديد؟
يعني ازاي نقدر نمنع العاصفة قبل وقوعها..
وازاي نعمل من اللي حصل "ساتر"
يمنع عودتها مرة تانية؟!
[url][/url]