بدأت السلطات السودانية التحقيق في حادث احتراق طائرة ركاب بعد هبوطها في مطار الخرطوم مساء الثلاثاء.
ويشارك في التحقيق في الحادث الذي اسفر عن مقتل 29 راكبا على الاقل، فريق من شركة ايرباص لصناعة الطائرات.
وقد نجا من الحريق معظم الركاب الـ214 الذين كانوا على متنها عندما حطت في ظروف مناخية صعبة.
لكن السلطات السودانية مازالت بصدد البحث عن 14 من الركاب الذين لم يتم العثور عنهم لحد الآن، ويعتقد المسؤولون انهم غادروا مكان الحادث بعد وقوعه مباشرة.
وكانت هيئة الطيران المدني السودانية قد اعلنت تشكيل لجنة من 12 عضوا للتحقيق في الحادث، وقالت الهيئة إن البحث جار عن "الصندوق الاسود" الخاص بالطائرة والذي يسجل كل الاتصالات التي اجريت ومن والى الطائرة الى لحظة تحطمها.
من جانبها، أوفدت شركة (EADS) المنتجة لطائرات ايرباص خمسة من خبرائها من مقرها في مدينة تولوز الفرنسية لمساعدة السلطات السودانية في التحقيق.
وقال وزير النقل السوداني مبروك مبارك سالم: "لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة لحد الآن حول اسباب الحادث، ولكننا نعتقد ان سوء الاحوال الجوية هو السبب الرئيسي لما جرى."
وكانت تصريحات المسؤولين السودانيين بشأن عدد ضحايا الطائرة المنكوبة متضاربة في بادئ الامر، حيث تراجع رئيس الخدمات الطبية في مطار الخرطوم عن تصريحات قال فيها إن عدد الضحايا بلغ 120 شخصا.
وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية السودانية تقل 214 شخصا من قادمة من العاصمة الأردنية عمان عبر دمشق، عندما اشتعلت فيها النيران بعد هبوطها في مطار الخرطوم الدولي.
وأظهرت صور حية عرضها التليفزيون الحكومي السوداني الطائرة وقد اشتعلت فيها النيران في المطار بينما فرق الإنقاذ تحاول مساعدة الأحياء أو انتشال جثث الضحايا.
ونقل التليفزيون عن يوسف إبراهيم مدير مطار الخرطوم قوله إن الطائرة هبطت بسلام وإن طياريها كانوا على اتصال مع برج المراقبة لتحديد بوابة الخروج التي ستتوقف أمامها.
وأضاف " بعدها اشتعلت النيران في أحد المحركات وامتدت إلى جسم الطائرة". وقال شهود عيان كانوا على متن الطائرة إن النيران اشتعلت في الجناح الأيمن.
وذكرت مراسلة بي بي سي في الخرطوم أمبر هينشو إن الطائرة هبطت في ظروف جوية سيئة حيث كانت المدينة تتعرض لعاصفة رملية وأمطار.
ونقلت وكالات الأنباء السودانية عن مدير مطار الخرطوم قوله إن حركة الطيران قد توقفت وإن المطار سيظل مغلقا حتى صباح الأربعاء.
ونقل التليفزيون السوداني عن أحد الركاب قوله إن قائد الطائرة قد أبلغهم قبل الهبوط أن الأحوال الجوية في مطار الخرطوم لا تسمح لهم بالهبوط وتوجه إثر ذلك إلى مطار بورسودان، حيث انتظرت الطائرة حوالي ساعة وربع قبل ان تستأنف رحلتها الى مطار العاصمة السودانية.