لأول مرة منذ نجاتهما من محاولتي الاغتيال الفاشلة التي استهدفتهما شارك الشيخ الأستاذ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس و الدكتور محمود الزهار ، في مهرجان التحدّي و الصمود الذي نظّمته الحركة في منطقة الرمال الجنوبي ظهر اليوم الجمعة قرب مسجد الرحمة بجوار منزل الدكتور الزهار المدمّر جراء الغارة الصهيونية . و شارك في المهرجان الآلاف من أبناء و كوادر و عناصر حماس يتقدّمهم الدكتور المجاهد أحمد بحر و الدكتور المجاهد نزار ريان .
و ألقى الدكتور محمود الزهار كلمة الحركة التي بدأها بالحمد و الثناء قائلاً : "لقد سمعتم هذا الحمد في هذا المسجد (مسجد الرحمة) قبل الهدم لمنزلي جراء القصف ، و قبل استشهاد ابني و حبيبي الشهيد شحدة الديري ، و ستسمعون هذا الحمد آلاف المرات بعد ذلك ، نلتقي و نحن على موعد و وعد من الله سبحانه و تعالى أن نلتقي قريباً في المسجد الأقصى المبارك ، و أقسم لكم أن فلسطين كلّها ستحرّر من النهر إلى البحر ، هناك من يقول بعزة شارون أو أمريكا و نحن نقول الله أكبر .. الله أكبر ، سيهزمهم الله و يمكّن لسوادنا من رقابهم" .
و أضاف : "لقد حكم الصهاينة على أنفسهم بالفناء و على أولادهم عندما قتلوا الأطفال و الرجال و النساء ، حكموا على أنفسهم و الأجيال القادمة و اللاحقة ، فقد ارتكبوا خطأً تاريخياً و ضربوا في كلّ اتجاه و مكان و تاريخها حافل بالجرائم البشعة ضد الإنسانية ، لكن أجيالهم القادمة القريبة ستدفع ثمن الجرائم التي يرتكبها المجرم الإرهابي شارون ، و نحن على ثقة سنرى النصر أو ننال الشهادة في سبيل الله" .
و قال : "لا أملك في هذا المكان الذي أمضيت فيه سنوات و سأعيد بناء البيت و لو هدموه ألف مرة ، هم هدموا البيت و لكن الله تبارك و تعالى بنى لنا بيتاً في الجنة ، و عندما كنت أنا تحت الركام و أنا لا أدري أقول أشهد أن لا إله إلاالله محمد رسول الله بشهادة هؤلاء أهل هذا الحي الذين يستحقوا أن أقول لهم أن يتقبّل الله منهم ما قدّموه من عون" .
و أردف يقول : "ستبقى هذه الحركة حتى يرتفع العلم الأخضر الموشّح بشعار التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على فلسطين كل فلسطين" . و عن سرّ غياب قادة الحركة عن الإعلام طوال الفترة الماضية قال الزهار : "نحن غبنا لأن عندنا ما هو أهم من الإعلام و هو استمرار المقاومة التي أربكت العدو الصهيوني في نتساريم و عين يبرود و شرق غزة بتفجير الدبابة ، فنحن لسنا غائبين فهذه الأرض هي ملك للفلسطينيين وحدهم حتى و إن بقي عليها الاحتلال الصهيوني الغاشم" .
و أكّد د. الزهار حرص الحركة على الالتقاء و الحوار مع كافة الأطراف الفلسطينية بما فيها رئيس الوزراء أحمد قريع "أبو علاء" ، و قال : "سندرس كلّ ما سيقوله على أسس واضحة منها أننا لا ننطلق من فكرة الهزيمة بل نحن نجسّد لحظة الانتصار التي دفعت بالجيش الصهيوني أن يقول (إذا أوقفت حماس فسنوقف نحن)" ، و أضاف : "لقد أعطينا 51 يوماً في الهدنة السابقة و كانت خيراً كثيراً للحركة و فلسطين و المسلمين ، لذلك انتهى الزمن الذي ترهن فيها السواعد إلى الهدنة" ، فمصلحة فلسطين مقدّمة على كلّ المصالح ، و في إطار المقاومة فعّلنا المقاومة" .
و أكّد أن رصاصات كتائب الشهيد عز الدين القسام لن تغمد إلا بعد التحرير لكامل تراب فلسطين ، مضيفاً أنه برغم سيل الدم فنحن لها فإن لم نكن لها فمن يكون ؟؟؟" . و حول ما يحدث في العراق قال د. الزهار : "نستبشر خيراً بما يجري هناك في أرض العراق ، فكلّ جندي أمريكي يقتل يضعف أمامه جندي صهيوني" .
من جانبه قال الدكتور الشيخ أحمد بحر – رئيس الجمعية الإسلامية بمحافظات غزة – إن معركة بدر التي نحتفل بذكراها هذه الأيام جاءت دليلاً على اختيار الجهاد كطريق وحيد للنبي محمد و أصحابه و من سار على دربه .
و خاطب الصهاينة بقوله : "إن قصفكم للبيوت الآمنة دليل على ضعفكم و رعبكم و جبنكم ، و إذا كنتم تقصفون البيوت على رؤوس الآمنين فإن كتائبنا المغوارة (كتائب القسام) تقتل الجنود و تستولي على سلاحهم كما حدث في عين يبرود و نتساريم ، هذه هي قمة التحدّي" .
و ختم بقوله : "لقد تجلّت إرادة الله في نجاة الشيخ ياسين من القصف الصهيوني الغادر الذي استهدفه أثناء وجوده في منزل الدكتور مروان أبو راس بعد سقوط القذيفة الأولى و عندما أراد الطيار الصهيوني إسقاط القذيفة الثانية للتأكّد من مقتل الهدف كانت غيمة في السماء تقف أمامه فلم يتمكّن من إسقاط القذيفة" .
و تساءل كيف يكون هناك مفاوضات في ظلّ القتل و الإرهاب و الاحتلال الصهيوني ، و عاهد الله ثم جماهير شعبنا على أن تكون حماس الوفية لدماء الشهداء حتى لقاء وجه الله .
و تخلّل الحفل عروضاً عسكرية لملثّمين من الحركة و عروض كشافة و حرق للعلمين الأمريكي و الصهيوني ، إضافة إلى فقرات من النشيد الجهادي الحماسي لفرقة الفن الإسلامي بغزة