قال خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لوكالة فرانس برس ان الجزء الاول من مذكرات الرئيس العراقي الراحل صدام الذي اعدم في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006 قد ينشر نهاية العام الحالي.
وقال الدليمي الذي التقى 144 مرة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين منذ اعتقاله وحتى قبل ايام قليلة من اعدامه ان "العمل يجري ليل نهار من اجل اعداد مذكرات الرئيس الراحل صدام حسين لتكون جاهزة للنشر ونتوقع ان ينشر الجزء الاول منها نهاية العام الحالي".
واضاف ان "مذكرات صدام حسين تضم الاف الصفحات منها 400 صفحة بخط يده اما الباقي فاخذناها منه شفويا ووثقناها على الاوراق لان الاميركيين كان يمنعوني من اخذ اي ورقة الى خارج المعتقل".
واوضح الدليمي ان "المذكرات طويلة وتتضمن مسيرة حياته منذ طفولته وشبابه ونضاله الى حين تسلمه السلطة والى آخر يوم من حياته ولا يمكن ان تنشر بكتاب واحد لذلك ارتينا تقسيمها الى عدة اجزاء حتى نسهل على القارىء".
وبحسب الدليمي فان "ما نشرته بعض الصحف ما هو الا مقتطفات تم تسريبها بطريقة غير شرعية من زنزانته".
واكد الدليمي ان "الكتاب قد يصدر بثلاثة اجزاء قد يصل الى الفي صفحة يتضمن الجزء الاول منه مذكراته الشفوية والجزء الثاني مذكراته الخطية اما الثالث فيتضمن ديوانه الشعري".
ورفض الدليمي اعطاء المزيد من التفاصيل عما يتضمنه الكتاب وقال ان "الكتاب سيكشف للعالم كل ما حصل للعراق من قبل تولي صدام القيادة والسلطة في البلاد لغاية الاحتلال الاميركي".
واضاف ان "صدام حسين كان مؤمنا بالقدر وكان يؤكد لي دوما ان الاحتلال ليس عبثيا وان رأسي ليس هو المقصود من وراء هذا الاحتلال انما العراق والمنطقة".
واوضح ان "المذكرات تتضمن كذلك ظروف اعتقاله وحياته داخل المعتقل وكيف كان يقضي يومه كأنسان عادي حتى انه لم ينف ما نشرته صحيفة +ذي صن+ البريطانية في احد الايام من صور له وهو يغسل ملابسه بيده".
واضاف "لقد كان نظيفا جدا الى درجة تجلب الانتباه حتى انه عندما حدثته عن موضوع نشر تلك الصور قال لي حتى اذا كنت اغسل ملابسي بيدي ما الضير في ذلك فأنا انسان مسلم والنظافة من الايمان". وتابع "حتى عندما كان صدام في السلطة فقد كان نظيفا جدا ويخشى على صحته وغالبا ما كان يوجه الشعب العراقي على ضرورة الحفاظ على الصحة والنظافة".
وحول ما اذا كان صدام حسين متأكدا انه سيتم اعدامه قال الدليمي الذي التقى بالرئيس العراقي قبل ايام قليلة من اعدامه "صدام كان يتوقع حالتين:الشيء الايجابي وهو ان يبقى على قيد الحياة والاسوأ ان يتم اعدامه".
وبحسب مذكرات صدام التي نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية مقطتفات منها فأنه كان يقرأ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة.
وفي نسخ المذكرات التي اطلعت عليها "الحياة" والمكتوبة بخط يده بدا صدام تارة كرجل عاطفي يكفيه ان يتذكر كلمات اغنية يحبها ليتملكه الحنين وبعض الكآبة وهو يحب المرأة فيكتب لها الأشعار ويحتار متى يلتقي عقلها وقلبها وتارة أخرى هو رجل متدين يصلي ويستغفر الله ويدعو الشعب العراقي الى الجهاد ومقاومة الغزاة.
لكن صدام في غالبية الاوقات بدا قائدا عسكريا يصدر الاوامر ويعطي التوجيهات ويوقع رسائله باسم "صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة".
واعدم صدام حسين (69 عاما) في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006 شنقا في احد سجون بغداد في اول ايام عيد الاضحى بعد ادانته بقتل 148 قرويا شيعيا من اهالي بلدة الدجيل (شمال بغداد) اثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1982.
انا لله وانا اليه راجعون