قررت حكومة فؤاد السنيورة إلغاء قراريها الأخيرين بإعفاء مدير امن مطار بيروت من منصبه واعتبار شبكة اتصالات حزب الله الأرضية غير قانونية.
واعلن وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي ذلك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مطول لمجلس الوزراء الللبناني برئاسة السنيورة.
واكد العريضي أن هذا لا يعد تراجعا من الحكومة بعد أحداث العنف المسلح في العاصمة اللبنانية منذ إعلان قرارات الحكومة نهاية الأسبوع الماضي قائلا إن القرارين لم يوضعا موضع التنفيذ من الأصل.
وأضاف أن هذا القرار إقدام من الحكومة " حقنا للدماء وحفظا لأمن الوطن والسلم الأهلي ووأد الفتنة وحماية الأرواح"، وأوضح ان الحكومة تحرص على المصلحة الوطنية العليا ولاتتردد في اتخاذ القرارات التي تصب في هذه المصلحة.
وأشار العريضي أيضا إلى حرص الحكومة على تسهيل مهمة الوفد الوزاري العربي الذي وصل إلى بيروت أمس الأربعاء، وأعرب الوزير اللبناني عن امله في يؤدي ذلك إلى إعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه وتهيئة الأجواء لاستئناف الحوار تمهيدا لتنفيذ بنود المبادرة العربية.
وتزامن قرار حكومة السنيورة مع بدء محادثات وفد الجامعة العربية مع الأطراف اللبنانية المختلفة في مسعى لحل الأزمة . ويضم الوفد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثان والأمين العام للجامعة عمرو موسى ووزراء خارجية سبع دول عربية ويجري الوفد محادثات بشكل منفصل مع مسؤولين من الحكومة وتيار المعارضة.
ويلتقي وفد الجامعة اليوم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وقال مصدر سياسي لبناني رفيع ان الوفد سيدعو الفرقاء اللبنانيين الى محادثات في قطر في وقت لاحق من الاسبوع الحالي.
وجدد العريضي رفض مجلس الوزراء اللبناني الكامل والحازم لاستخدام العنف المسلح و تمسكها بحقها الكامل في بسيط سيادتها عملا بأحكام الدستور ووثيقة اتفاق الطائف.
وعقب هذا الإعلان نقل مراسل بي بي سي عن مصدر واسع الاطلاع في المعارضة اللبنانية أن المعارضة ستقوم بانهاء العصيان المدني وفتح الطرقات ومنها طريق مطار بيروت الدولي .
لكن المصدر أوضح ان الاعتصام الذي تنفذه المعارضه في وسط بيروت سيبقى على حاله بانتظار تحقيق التسوية الشاملة.
وأفادت مراسلتنا في بيروت ندى عبد الصمد بأن مطار ومرفأ بيروت سيعودان اليوم إلى العمل بعد توقف دام نحو أسبوع، كما سيصدر بيان من حزب الله وحركة أمل يعلن رفع مظاهر العصيان بعد تراجع الحكومة عن قراريها.
بيان الجيش وأوضح العريضي أيضا أن قرار الحكومة اتخذ في ضوء بيان الجيش اللبناني الذي أكد الحرص على معالجة هذه المسألة بمالا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة ، وأشار أيضا إلى ان الجيش سيعالج مسألة شبكة الاتصالات من خلال سلاح الإشارة.
وكانت الحكومة اللبنانية اعتبرت في السادس من مايو آيار الجاري شبكة الاتصالات الأرضية الخاصة بحزب الله "غير قانونية وتمثل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام".
وأكد البيان الذي صدر يومها عن مجلس الوزراء أن جميع المتورطين في مد تلك الشبكة سيتعرضون لملاحقات قضائية.
وقررت حكومة السنيورة أيضا إعفاء مدير أمن مطار بيروت العميد وفيق شقير من مهامه وإعادته إلى الجيش، على خلفية اتهامات وجهت إلى حزب الله بوضع كاميرات لمراقبة مدرج في المطار.
وبعد ذلك بيومين وصف الأمين العام لحزب الله هذه القرارات بأنها إعلان للحرب ثم اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة ومواجهات بين عناصر حزب الله وغيرهم من انصار المعارضة من جهة وانصار الاغلبية في مدينة طرابلس الشمالية وفي العاصمة بيروت وفي عدد من المواقع في جبل لبنان.
وفرض مسلحو حزب الله وحركة امل سيطرة شبه كاملة على أحياء بيروت الغربية بعد معارك قتل وجرح فيها العشرات.
ومنذ أيام أعلنت المعارضة اللبنانية إلغاء جميع المظاهر المسلحة في العاصمة بيروت ومناطق البلاد الأخرى وعهدت إلى الجيش بعملية حفظ الأمن والنظام,
واعتبارا من الثلاثاء الماضي نشر الجيش اللبناني وحداته في المناطق التي شهدت الاشتباكات والمواجهات ، ليعود الهدوء الحذر إلى العاصمة اللبنانية.
AF