تحيّة الشام
حيّ الشآم مهندا وكتابا
و الغوطة الخضراء و المحرابا
ليست قبابا ما رأيت وإنّما
عزم تمرّد فاستطال قبابا
فالثم بروحك أرضها تلثمعصورا
للعلى سكنت حصى و ترابا
و اهبط على بردى يصفّقضاحكا
يستعطف التلعات و الأعشابا
روح أطلّ من السماءعشية
فرأى الجمال هنا .. فحنّ ،فذابا
و صفا و شفّ فأوشكتضفاته
تنساب من وجد به منسابا
با أدمع حور الجنانذرفنها
شوقا ، و لم تملك لهنّ إيابا
بردى ذكرتك للعطاشىفارتووا
و بنى النهى فترشّفوك رضابا
******
كن بلسما
كن بلسماً إن صار دهركأرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّكنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتىبالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنينوقِسْهُمُ
بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبةعنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوىوهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
***
أيـقـظ شـعـورك بـالـمـحبة إنغفا
لـولا الـشعور الناس كانواكالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرانيرا
وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غيرزجاجةٍ
والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلاشهبُهُ
بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَرملُها
زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاعما
لو لم يكن في الأرض إلامبغضٌ
لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهىفأحبه
ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً منجاهلٍ
المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباءكأنهم
مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عنأشواكه
وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
***