الإنسان يولد شجاعا , والدليل على ذلك الطفل الذي لا يخاف وينطلق للإمساك بكل شئ , ولكن يبدأ والداه في تحجيم هذه
الشجاعة خوفا عليه وذلك بتخويفه ومنعه من ممارسة هذه الشجاعة , وكلما كان الحب قويا كلما زرعا في الطفل الجبن
والخوف فيبدآن بتخويفه من رموز وهمية مثل الغولة والتي طالما خوفونا بحكاياتهم عنها وخوفونا من عوافي الله
ومسدد عيونه بالخرق وحمارة القايلة والجن والعفاريت , وأحيانا يخوفونا من رموز حسية كالبيوت المهجورة وبعض
الأشجار الكثيفة ويؤكدون أنهم سمعوا منها اصواتا غريبة أو أنهم رجموا منها بالحجارة وخوفوا بالشرطة وبعض
الحيوانات , فأصبح الطفل يعيش في دوامة من الخوف , فلو انقطع التيار الكهربائي ليكشر الخوف عن أنيابه ليرهب
الكبار والصغار
كبرنا وكبر الخوف في نفوسنا
صرنا نخاف من المجهول
ونخاف من الغير ونتوجس الخوف منهم
نخاف التطور ونراه هدما لديننا وقيمنا
نخاف من الموت والمصير بعد الموت
نخاف من جميع الكائنات بدءا بالأسد ونهاية بالصرصار
نخاف من الكتب والإطلاع لأن فيها تنويرا ونحن نخاف من التنوير
نخاف من الجو ومن البحر ومن البر
نخاف من قول الحق عند أناس يرفضون الحق
نخاف على اسمائنا فتوارينا تحت اسماء مستعارة
من الذي زرع الخوف فينا ؟
هل هما الوالدان ؟
هل هو المجتمع ؟
هل هو الخطاب الديني الذي اعتمد على الترهيب أكثر من الترغيب ؟
هل هي الموروثات الثقافية والأسطورية وحكايات الجدات
قولوا ولا تخافوا
، اللهم أنزل السكينة فى قلوبهم ، اللهم ذكرهم اذا نسوا ، اللهم علمهم اذا جهلوا ، اللهم اجعل منهم
الطبيب المسلم ، والمحامى المسلم ، والصيدلى المسلم ، والجندى المسلم ، والمهندس المسلم ، والعالم المسلم
والمفكر المسلم
اللهم آمين يارب العالمين