هذه الرساله ارسلت الي مبارك في مثل هذا اليوم
قبل سبع سنوات فهل تغير شيء ؟؟؟؟
بقلم : مجدى أحمد حسين
قرارك لم يصل الى الحد الأدنى من المطالب الشعبية و المطلوب اعادة نظر شاملة فى السياسات الخارجية و الداخلية
و الاستجابة لاجماع الرأى العام المصرى على خيار مواجهة الحلف الصهيونى - الأمريكى
استمرار أى درجة من العلاقات أو الصداقة مع اسرائيل و أمريكا حرام شرعا
هذه الصحوة الشعبية فى مصر و فى مختلف البلدان العربية و الاسلامية .. ليست مجرد انفعالات و عواطف .. انها حركة شعبية سياسية تطالب باسقاط خيار الاستسلام .. و الركوع أمام العدو الاسرائيلى الأمريكى .. و تبنى قرار المواجهة و الاستقلال و النهوض .
واذا ركزنا حديثنا حول مصر .. نذكر حاكم مصر ان هذه هى الانتفاضة المصرية الثانية .. بعد الانتفاضة الأولى التى تواكبت مع بداية الانتفاضة الفلسطينية .. و هذه الانتفاضات الشعبية المصرية المتكررة ليست مجرد حماس شباب و طلاب .. انها حركة تضم كل فئات الشعب وكل تياراته الوطنية .. وهذه الانتفاضة تتبنى برنامجا كاملا للمواجهة بديلا لسياسة الخضوع التى ضغطت على أعصاب و كرامة كل مصرى.
ان هذه الانتفاضة تتبنى الخط الذى طالما دعونا اليه .. فى حزب العمل .. مع كافة القوى الوطنية المخلصة .. ان الصداقة و التعاون و التحالف مع الأعداء ( الأمريكان - الصهاينة ) أمر مرفوض .. و يتعارض مع ثوابت عقائدنا و وطنيتنا .. كما انه أحل بلادنا دار البوار .. فلم يسفر هذا التعاون المذموم .. الا عن التبعية و اذلال و فقدان استقلال الارادة .. ولم يسفر الا عن خراب اقتصادى لقلاعنا الصناعية و الزراعية .. ولم يسفر الا عن تخلف مصر الحضارى على مختلف الأصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و الانسانية .. و أدى الى شيوع الفقر .. و انتشار الأوبئة و الأمراض الفتاكة بفضل البذور المهندسة وراثيا و غيرها من المواد الضارة الواردة الينا من أمريكا و اسرائيل ..
و بقى الأساس .. ان مصر فقدت احترامها و دورها القيادى فى عالمها العربى و الاسلامى .. و لخصت دورها .. فى اجراء الاتصالات الهاتفية و غير الهاتفية مع الأعداء و هى أمور لاتعود بالنفع فى عالم لايعرف الا لغة القوة .
سيادة الرئيس : حسنى مبارك :
لا تسعى الى المستحيل .. ولاترهق البلاد .. بمحاولة اتخاذ موقف وسط بين الضحية و الجلاد فى فلسطين .. ( كما تصرح بانه لامصلحة خاصة لك و انك على الحياد بين الاسرائيليين و الفلسطينيين ) .. و لا بمحاولة اتخاذ موقف وسط بين مصر و أمتها العربية و الاسلامية من ناحية .. و تلك الحملة الصليبية الأمريكية الصهيونية التى تشن علينا .. ( مازلت سيادتك تطالب ادارة بوش باتخاذ موقف عادل .. رغم الاعلانات الرسمية المستمرة لبوش انحيازا لاسرائيل و تأكيدا على محاربة العرب و المسلمين )
و رغم الأهمية المركزية لفلسطين .. و رغم ان الصراع حولها .. يكفى لادراك حقيقة و ضرورة الفرز بين أمتنا و أعدائها .. الا ان الحملة الأمريكية لم تعد تخفى وجهها .. و كلما تصورت سيادتك أو غيرك من حكام العرب و المسلمين .. انه من الممكن التساهل مع أمريكا فى ضرب بلد عربى مسلم .. حتى لاتضرب بلدا آخر .. فان هذا لايحدث بل ان التساهل مع أمريكا يؤدى الى مزيد من طمعها فى تحقيق كافة أهدافها العدوانية ..
أمريكا تجدد كل يوم عزمها على ضرب سوريا و العراق و ايران .. و أصدرت تقريرا يتضمن احتمال استخدام الاسلحة النووية التكتيكية ضد هذه البلدان و أضافت اليهم ليبيا و روسيا و الصين و كوريا الشمالية .
فى بداية أزمة أفغانستان .. وبعد 11 سبتمبر .. اتخذت أفضل موقف ممكن .. ولكنك تراجعت عنه .. و صمتت حكومة مصر على التنكيل بأفغانستان و شعبها .. وكان ذلك خرقا لتوجيهات الله سبحانه و تعالى فى محكم كتابه .. خاصة و ان الرأى الذى يتبناه الرئيس مبارك و أجهزته ان تنظيم القاعدة ليس هو الذى قام بأحداث 11 سبتمبر .. ان تبنى هذا الرأى وفقا لمعلومات معينة .. يؤدى الى ادراك مدى حقد أمريكا و الصهيونية على الاسلام و المسلمين .. و هذا ما يجب ن يدفعنا لتجميع صفوف العرب و المسلمين لمواجهة هذا الموقف الحاقد المستعد لتأليف هذه الأكاذيب الكبرى .
و لكن الموقف الرسمى المصرى تراجع الى الاعلان عن تفهم ما تقوم به أمريكا فى أفغانستان شريطة ألا يمتد الى بلدان عربية و اسلامية أخرى . و قد أدى ذلك الموقف الى تقديم المزيد من التسهيلات العسكرية التى لم يرد ان يعلن الرئيس مبارك عنها جميعا و لكنه صرح لمجلة نيوزويك الأمريكية بأن مصر فتحت أجواءها للطيران الحربى الأمريكى المتجه الى أفغانستان و لم تكتف بمرور القطع الحربية فى قناة السويس .
قلنا ان هذه السياسة قاصرة .. و أن أمريكا لن تتراجع عن ضرب الانتفاضة أو ضرب العراق .. لانها أعلنت حربا صليبية على العرب و المسلمين لأسباب شرحناها مرارا فى كتابات سابقة .
و هانحن نرى الآن ان الحلف الأمريكى - الصهيونى يذبح أبناء الشعب الفلسطينى ..
و يقوض أركان السلطة الفلسطينية بما فى ذلك اعتقال ياسر عرفات رئيس السلطة فى مكتبه .. و يعلن هذا الحلف الاستكبارى فى ذات اللحظة ان سوريا و العراق و ايران هم الذين يقفون خلف العمليات الاستشهادية فى فلسطين .. و ان هذا هو معسكر الارهاب.
سيادة الرئيس : حسنى مبارك :
ان الخلاف حول مفهوم "الارهاب" ليس خلافا أكاديميا أو نظريا .. ولايعنى ان أساتذة القانون الدولى فى أمريكا لا يعرفون الفرق بين "الارهاب" و بين "حركة التحرر الوطنى" .. انه خلاف متعمد ولاسبيل لتغييره عبر مؤتمرات الحوار .. و ربما لابأس من ذلك على سبيل المناورة و الفضح .. و لكنه لن يحل القضية و لن يغير السياسة .. سيظل الحلف الصهيونى - الأمريكى يسمى الجهاد الفلسطينى "ارهابا" حتى عندما يدور فى الأراضى المحتلة عام 1967 .. حتى و ان كان يدور ضد جنود اسرائيليين يرتدون البزات العسكرية .
ان هذه الحملة الصليبية مشتعلة فى شتى أرجاء الأرض .. و مصر من أهم المواقع المستهدفة .. فها هى قوات العميل جون قرنق تقترب من حقول النفط السودانية .. و تحصل على دعم مالى و تسليحى علنى من أمريكا و اسرائيل .. و أعلنت عن انشاء بنك مركزى و اصدار عملة سودانية جنوبية .. على طريق انفصال الجنوب بما يهدد منابع النيل .
و فى ليبيا (غرب مصر ) و رغم كل التنازلات التى قدمت لأمريكا .. ها هو الحكم يصدر بحبس المواطن الليبى فى قضية لوكيربى .. و ماتزال أمريكا تضع ليبيا على لائحة الدول المستهدفة بالقنابل النووية .
أما بالنسبة للكيان الصهيونى .. فان التهديدات السابقة بضرب السد العالى .. كان المقصود بها ان تتقوقع مصر داخل حدودها .. و أن تبتعد عن القضية الفلسطينية .. اللهم الا بعض الاتصالات الدبلوماسية و الهاتفية مع شارون و بوش !
*******
أعلم ان كثيرا من أوضاعنا الداخلية الاقتصادية و غير الاقتصادية أصبحت متشابكة مع علاقات أمريكية و صهيونية .. و لكن لاسبيل لحكمكم ان يستمر دون تصفية هذه العلاقات المرضية .. و اعادة البناء الوطنى .. بمعنى اعادة ترتيب الأوضاع الداخلية بما يتناسب مع المواجهة المفروضة على شعبنا و أمتنا ..
ان قراركم الأخير بوقف الاتصالات مع الحكومة الاسرائيلية .. مع استمرار الاتصالات الدبلوماسية و السفارة الاسرائيلية .. لا يرقى الى الحد الأدنى من طموحات الحركة الشعبية .. و القضية كما نؤكد ليست فى ارضاء مشاعر المتظاهرين .. و لكن فى ضرورة تبنى خيار الاستقلال و المواجهة .. خيار ارتباط مصر الاستراتيجى بفلسطين و أمتها العربية و الاسلامية .. لا ارتباطها الاستراتيجى مع العدو الأمريكى .
أى ان طرد السفير و اغلاق السفارة الاسرائيلية لا يكفيان وحدهما .. الا باعتبارهما الخطوة الأولى نحو تصحيح المسار . و لكنكم مازلتم مترددين فى اتخاذ هذه الخطوة .
فى لقاء سيادتكم مع المجموعة السياسية قلتم بالحرف الواحد حسب بيان وزير الاعلام صفوت الشريف : ( ان مصر تضع المصالح العليا لشعبها فوق كل اعتبار و ان الموقف المصرى يفرضه مصلحة الشعب بعيدا عن الانفعال ) .. و هذا كلام خطير من الناحيتين العقائدية و الاستراتيجية الوطنية و القومية فوفقا لنصوص القرآن الكريم و السنة .. لايوجد شئ اسمه مصالح عليا لجماعة أو قوم فوق المصالح العليا للأمة جمعاء .. كما ان مصالح كل جماعة أو قوم لا تُقدر بعيدا عن مصالح الأمة .
و معنى هذا التصريح ان اسرائيل لو أبادت كل فلسطينى على أرض فلسطين فان مصر لايمكن ان تتدخل . و اعلم ان مسئوليتك أمام الله .. أكبر من كل فرد منا لأنك تتحكم فى قرارات دولة بحجم مصر قادرة على قلب الموازين ضد الأعداء .. واعلم انك واليت الأمريكان طويلا .. و قد أطال الله فى عمركم .. فهى فرصة ذهبية لتصحيح هذه الأوضاع المعوجة .. قبل لقاء الله المحتوم .. ان مصر بحضارتها و موقعها .. و بعقيدتها لايمكن الا ان تكون قائدا للمنطقة .. ان استمرار علاقات الصداقة مع أمريكا و اسرائيل يتعارض مع أبسط الوقائع .. ولذلك فهو مستحيل .. ولديكم فرصة لتصحيح الموقف بأنفسكم .
ان نصوص القرآن قاطعة كالسيف ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون ان تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا ، ان المنافقين فى الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا) النساء 144 - 145
(ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار و مالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) هود 113
و مع ذلك فان الرئيس مبارك لايزال يناشد شارون اعادة حساباته و ان يتجاوب مع الرأى العام الاسرائيلى !! فى نفس اللحظة التى تؤكد كل وسائل الاعلام ان معظم الاسرائيليين يؤيدون ما يفعله شارون فى المناطق الفلسطينية و مايزال الرئيس يريد ان يركز جهوده فى "الجهاد" الدبلوماسى ( ان مصر تساند بكل ثقلها التحرك الدولى من أجل التوصل الى ضغط دولى يضع اسرائيل أمام مسئولياتها ) .
ان اشغال الأمة بالاتصالات بأمريكا و أوروبا أصبح أمرا مثيرا للأعصاب .. ان فلسطين قضية عربية و اسلامية .. و ليست قضية أمريكية أو أوروبية ..
من الممكن الاستفادة من التباين بين الموقف الأوروبى و الأمريكى .. و لكن يجب ألا تجعل من الحبة قبة .. فأوروبا لاتزال داعم مالى و سياسى أساسى لاسرائيل .
و هى بدورها لاتعرف الا لغة المصالح .. فاذا ضيقنا على المصالح الأمريكية و أعطينا ميزات أكثر للأوروبين فسيتحسن موقفهم .. و لكنهم يرون ان حكومة مصر و غيرها يفتحون الأبواب أكثر للمصالح الأمريكية ، فلماذا سيحترق قلبهم من أجل فلسطين ؟!
من الطبيعى ان يتعثر توحيد العرب فى ظل غياب القيادة المصرية .. التى تركت الساحة فى قمة بيروت .. و عندما تصفع أمريكا و الصهيونية حكام العرب فى اليوم التالى لعقد القمة بهذا الاجتياح .. من الطبيعى ان تتجه كل الأنظار العربية الى مصر .. فتجد هذا الموقف المتهالك الذى لايصلح لتجميع أو استنهاض أمة أمام حملة اذلال علنية يمارسها الكيان الصهيونى على الأمة العربية الاسلامية كلها .. حكاما و محكومين .. وليس على الفلسطينيين فحسب ..
اذا اتخذت مصر موقفا رائدا فى هذه اللحظة التاريخية فانها ستكون قادرة على تجميع أمة العرب و المسلمين .. فهناك عدد من المواقف الرسمية من بعض الأنظمة المستهدفة من الحلف الصهيونى الأمريكى و على رأسها ايران و سوريا و العراق و لبنان .. يمكن لمصر اذا انضمت اليها ان تقلب الموازين فى الصراع الدائر ..
الرئيس حسنى مبارك ..
أريد ان تلاحظ المكانة الأدبية و المادية لحزب الله .. و كيف اكتسبها حين قلب الموازين .. و أكد بالفعل أننا أقوياء و أن عدونا ضعيف اذا عرفنا كيف نواجهه و بأى أساليب .. ان اسرائيل المتجبرة هى التى تلجأ الآن للأمم المتحدة لتشكو حزب الله .. و تطلب من كوفى عنان ان يكف حزب الله يده عن اسرائيل !! سبحان الله ! الله أكبر .. الله أكبر ..
بينما باقى الحكومات العربية تذهب لاستجداء الأمم المتحدة للتدخل لدى الكيان الصهيونى ليكف أذاه عن الفلسطينيين !
هذه هى الصورة المقلوبة للحال العربى .. ان مصر بوزنها كان يجب ان تكون فى مكانة حزب الله .. حقا ليس من المطلوب من الدولة المصرية ان تقوم بدور حرب العصابات .. ولكن كان لابد ان تكون مصر مرهوبة الجانب .. بقوتها .. و لكن الأمريكان يعرفون من أين يأتى غذاء و سلاح مصر لذا يستخفون بنا .
و لهذا فان الأمر يتطلب ثورة حقيقية فى ترتيب أوضاع البلاد السياسية و الاقتصادية و العسكرية و التعليمية و الثقافية و الاعلامية .. و لهذا فلسنا من الدعاة للحرب الفورية .. و لكننا دعاة الاستعداد الفورى و النهضة الشاملة على كل هذه الأصعدة .
نعلم ان قواتنا المسلحة اتخذت الاجراءات و الحد الضرورى لتوازن الردع مع العدو الصهيونى .. بل لعل هذا من أسباب رفضنا لسياسة متهاونة مع الحلف الصهيونى - الأمريكى .. ولاشك ان المكون الأمريكى فى التسليح المصرى مشكلة .. ولكنها مشكلة تغلب عليها الجيش الايرانى من قبل .. و أعتقد ان لدينا من الكفاءات مايكفى لمعالجة هذه المشكلات .. مع استعدادنا الدائم للاقتطاع من قوتنا للعودة لشراء السلاح الروسى ، مع الاهتمام بشكل خاص بتطوير التصنيع الحربى الوطنى .. و التعاون مع الخبرات الايرانية و العراقية فى هذا الصدد ..
مرة أخرى .. نحن ندرك حجم الاصلاح الداخلى المطلوب .. و لذلك فاننا لانلعب دور الدعوة للحرب الفورية .. فهذا كلام لا معنى له .. و لكن مع الوضع فى الحسبان دائما ان العدو قد يفرض الحرب عليك .. فى أى وقت و عليك ان تكون مستعدا لهذا الاحتمال .. و ان تستكمل أوجه النقص خلال المواجهة ..
و فى المقابل نحن نطالب بتكثيف عمليات امداد الفلسطينيين بالسلاح .. خاصة السلاح المضاد للدروع ..
*********
المسألة بالأساس.. اننا لسنا أمام موقف عابر .. و لسنا أمام لحظة غضب بمناسبة مجازر الضفة الغربية .. نحن الآن أمام فرز عميق و واسع النطاق .. بين معظم الأنظمة و شعوبها .. وكما كتبت قبل مؤتمر القمة فقلت ان مشروعية هذه الأنظمة فى الميزان .. فقد جاءت هذه الانتفاضات الشعبية العربية لتضع معظم حكام العرب من أصدقاء أمريكا و اسرائيل أمام اختبار قاس .
فالمواقف الوسط لا مكان لها ..
ان هذه الأمة العربية الاسلامية قادرة على المواجهة .. و قادرة على توفير الدعم لنفسها .. و ان تتكامل و ان تتكافل مع بعضها البعض .. ( المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ..
ان الروح الاستشهادية للشعب الفلسطينى فجرت طاقات الأمة .. و وضعت المتخاذلين فى ركن خانق .. فالأمة كلها تعلن انها آيات الأخرس .. و وفاء ادريس ..
و لن يكون لهذه الأمة مكان تحت الشمس الا بتحدى الغطرسة الأمريكية - الصهيونية
.. و الشعوب قالت انها مستعدة لدفع الثمن .. ولم تقل هذا فى لحظة انفعالية عابرة .. بل قالت عبر السنين الماضية فى مناسبات متوالية .. و اذا قالت الشعوب كلمتها .. فعلى الحاكم ان يستجيب .
سيادة الرئيس :
ان كل العلماء الثقاة .. و كل جماهير المؤمنين .. تجمع على رفض موالاة الكفار و المشركين خضوعا لكتاب الله و سنة نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم .. و ان الحلف الصهيونى - الأمريكى هو الحلف الاستكبارى المحارب .. الذى يتحدى الأمة ..
و بالتالى فان حكام الأمة لابد ان يكونوا فى مواجهة هذا الحلف .. حتى يكون من المنطقى ان يبقوا فى أماكنهم ..
فعندما تتغطرس أمريكا .. يجب ألا يذهب الحكام اليها .. بل يذهبون الى دمشق و بغداد و طهران .. و يجمعون العرب جميعا للمواجهة .. بل يجب على حاكم مصر ان يستفيد من الغليان الشعبى الضاغط على كل الحكام العرب لاتخاذ مواقف على مستوى الأحداث الجسام .
------------------------------------
الرئيس حسنى مبارك :
لايرغب أحد ان ينازعك السلطان .. ولكننا نرغب بالتأكيد فى ان تنحاز الى مشروع الشعب .. و مشروع الشعب المصرى هو المشروع الاستقلالى العربى الاسلامى .. الرافض للصداقة و التعاون مع الحلف الصهيونى - الأمريكى .. بل المطالب بفتح باب الجهاد ضد هذا الحلف الشيطانى .. والا فانه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
مجدى أحمد حسين