شكـوى ومناجـاة
أرض الحبيب بها روحى وريحانى ...وغامر الشوق تُطوى فيه أشجانى
يهفو الـيها فؤادى وهى نائية ...ويشعل القرب منها نور وجدانى
أيطمع الصبُّ اذا ضاقت مذاهبه ...بين الكبائر فى أعطاف غفران ؟
تشكو اليك رسول الله عزبتها... نفسٌ أُحيط بها فى بحر عصيان
نفس تجاذبها الأمواج عاتيةً... وتدفع اليأس فى عجز وخذلان
هل من نجاة شفيع المذنبين لها... يوم الحساب بعفو أو بغفران
وفى دموعى أسرار أكادبها... أفضى اليك بها فى طى كتمان
فيها لهيب عزام أنت صاحبه... ورهبةٌ من لقاء الله تغشانى
ياخاتم الرسل هل من نفحة كرما... آوى اليها إذا ما البؤس أشقانى
وأستظل بها فى حرها جرتى... ويستضىء بها سرّى وإعلانى
هذى يدى ودموعى حين أسكبها... تشدد بها فى مقام العجز ألحانى
الله أكبر هذا نور طلعته ...ياقلب فاسجد وهذا محض إيمانى
صلى عليك إله العرش ما طلعت... شمسٌ وما ذرفت فى الحب عينان
كبا القريض وولّى الشعر ساهمة... بحوره بين إصغاء وإذعان
روحى تقبل أرضا أنت ساكنها ...فهل يفيض عليها فضل إحسان
لو كنت أملك روحى ما بخلت بها ...لدى الحبيب وكنت المذنب الجانى
يارحمة الله للدنيا بأجمعها ...ظلمت نفسى فمن للظالم الجانى
قضيت عمرى فى ربح شغلت به... حتى رُزِئت به فى ثوب خسران
إذا اشتكى الفقر أهل المال من طمع... فإن حبى لخير الخلق أغنانى
لى فى محبة خيرِ الرسل مكرمة... وعزة فى حمى الجبار ترعانى
حتى بلغت به ِشأْقا عُرفْت به... فلست أعبأ من جَوْر لسلطان
مالى سوى حبّه نورُ يرافقنى... فى وحشة القبر أو فى طىّ أكفانى
يارب عفو كريم لا شريك له ...عند الممات على شوق وإيمان
بجاه من حبُّه دين ورحمته... تجاوزَ الجودُ منها كلَّ إحسان
لبيك ياناشر الإسلام ممتثلا... بين الخليقة من إنس ومن جان
بالعقل بالعلم أو بالسَّيف إن وقفوا ...لدعوة السّلم فى حرب وعدوان
عليك منى صلاة الله دائمة... ماناحت الطير أو آبت لأوطان