الحمد لله رب العالمين ولاعدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
فكما يعلم الكثيرون أن المطر كثر تأخر نزوله عدة مرات خلال السنوات السابقة، مما سبب للكثير من البلاد الجفاف، والقحط، وتضرركثير من الحيوانا بسبب ذلك وارتفعت الأسعار، وقلت الموارد المالية، وانتشر الفقر، ولا شك أن هذه أمور تقلق دولاً بأسرها فكيف بأحاد الناس، ولعل من أفضل الحلول لهذا المشاكل، والمعضلات؛ أمر في غاية السهولة، والكل متمكن منه، ولكن أين من يقوم به.
وقد نص على أنه سبب لزوال هذه الظواهر أعظم دستور وضع؛ إنه كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولعل مما يلخص هذا العلاج تلك القصة التي وقعت للإمام الحسن البصري ـ الذي يقال أن كلامه يشبه كلام الأنبياء ـ وهي من عجائب ما قيل عنه
أقرأ هذه الحكاية العجيبة التي تخبرك عن سعة عقول أئمة السلف: كان الحسن البصري مع نفر من أصحابه فجاءه رجل فشكى عليه أنه لا يولد له فأوصاه بالاستغفار.
ثم جاءه رجل آخر فشكى إليه قلت ذات اليد ـ الفقر ـ فأوصاه كذلك بالاستغفار. فلما ذهب الرجل قال له أصحابه متعجبين: أتاك الأول فشكى إليه عدم الولد، فأوصيته بالاستغفار، وجاءك الآخر فشكى إليه الفقر فأوصيته بالاستغفار كأنهم يقولون من أين أتيت بهذا!! فقال: لم أت بشيء من عندي كل هذا في كتاب الله قال تعالى: (فقلت استغغروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ـ ريمددكم بأموال وبنيين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)الآيات
ويتضح من الآيات كذلك ؛أن الاستغفار سبب لنزل المطر كما قال تعالى في الآيات السابقة (يرسل السماء عليكم مدرارا)
هذا شيء من عجائب الاستغفار ذكرته لكم على وجه العجلة.
ولكن من منا حاول الإكثار من هذه الغنيمة الباردة
كم مرة استغفرت اليوم من ذنوبك ؟؟
هل دعوتي الله عز و جل أن يوفقك للتوبة و الإنابة و الرجوع إليه ؟؟
هل استشعرت بنعمة الله عز و جل عليك أن مد لك في عمرك حتى تستغفر على ذنوبك و تقصيرك في حق الله ؟؟
..لقد أعطاك الله عز و جل فرصة عظيمة و منحة جليلة ..ألا و هي الاستغفار فتخيل لو أن كل ذنوبك تكتب عليك و أنه لا سبيل للرجوع و التوبة و الخلاص مما علق بك من ذنوب و معاصي !!!!
تخيل لو أن هذا حالنا لهلكنا جميعاً
.......
فاللهم لك الحمد أن منحتنا هذه النعمة العظيمة
اللهم لك الحمد أن أعطيتنا هذه الفرصة الثمينة
اللهم لك الحمد إنك أنت الغفور الرحيم
و الاستغفار هو طلب المغفرة, و المغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها , أي أن الله عز و جل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا و يستر عليه في الآخرة فلا يفضحه يوم العرض عليه و يمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله و رحمته
فكلنا يحتاج إلى هذا الستر و هذه المغفرة و من منا بلا ذنوب و معاصي
ما أحلمك عنا يا الله
ما الطفك بنا يا كريم يا ودود