هل يترك الصديق صديقه لأجل كلمة؟

الاصدقاء

قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب "عليه السلام"
صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك
الصداقة من الصدق والتصديق، وهي المحبة بالصدق فيما يرتبط بالتعامل مع الناس -بشكل عام-، وفيما يرتبط بالمصادقة -بشكل خاص- باعتبار أن الصداقة وجه واسع من أوجه التعامل مع الناس.
يقول المتنبي (شر البلاد مكان لاصديق به )
اما املي بكنسون فيعبر عن الصداقه بقوله (الاصدقاء اوطان صغيره )
خلق الله الانسان وخلقه بطبعه اجتماعي لايستطيع الحياه بدون الناس ..
نعيش في هذه الحياه ومنذ الصغر نتعلم أنشاء صدقات اما انها تكون قويه مثل الجبال الراسيه
ونحافظ عليها بكل مانملك من قوه لان اصحابها يستحقون منا الاهتمام والحب .
وبعض الصدقات تكون وقتيه اذا تركنا اصحابها اغلقنا الابواب خلفهم وخلدنا الى نوم عميق
ملئ جفوننا ..فالاصدقاء نعمه من الله فالصديق هو الامتداد الثاني لك خارج نطاق الاسره
وهو يشكل لك العائله الثانيه .
وهذا الصديق تعبت وانت تربيه وتحافظ على صداقته ..يقول جورج واشنطن (الصداقه الحقه نبات
بطيء النمو )
لكن المشكله اذا تركنا اصدقائنا المقربين لنا هكذا فجأه بدون سبب ..اكيد سأفكر مئة مره
لماذا تركني وانا لم اصنع له شيء؟؟؟؟
من الصعب ان تنشىء صداقه قويه ثم تنساب من بين يديك مثل الماء ولاتستطيع
عمل شيء لها .على الاقل احاول اعرف لماذا هذا حصل ..
فالصداقه تحتاج الى مهاره نادره في المحافظه عليها وقد قال قدماء الاسبان منذ اربعمائة
سنه (ان اسوء العدوات هي عداوة الاصدقاء ) لان الصديق يعرف عنك كل شيء)
وهنا تكمن المشكله ليس انك فقدت صديق ولكن لأنك خسرت شخص يعرف كل أسرارك

واعتقد انه اسوء امر انك تخسر صديق
انشد مخارق عند المأمون قول ابي العتاهيه ..
واني لمحتاج الى ظل صاحب ….يروق ويصفو ان كدرت عليه
فقال له المامون اعد فاعاد ها سبع مرات .
فقال له المأمون يامخارق خذ مني الخلافه واعطني هذا الصاحب
لذلك من المؤلم ان يترك صديق أنت لم تسيء له فتعرف ان الدنيا قد أصبحت مصالح فقط
وان الصديق الوفي اصبح عمله نادره في هذا الزمن بل أصبح من المعجزات ان وجد.
لذلك من تركه صديقه وهو يعلم انه لم يسيء له فاقول له قول الشاعر ..
وإذا الصديق عنك تولى ……..فتصدق به على إبليس

والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الآن
هل يترك الصديق صديقه من أجل كلمة قالها أو فعل فعله أو خطأ أخطأ فيه هكذا بكل بساطة؟
لا أيها الأحباء كلنا ذوو خطأ
ومن الممكن أن يفعل المرء شيئ ثم يلوم نفسه عليه – لماذا فعلت كذا – لو كنت فعلت كذا – وأشياء من هذا القبيل
لو أنك فعلا تحب صديقك
عاتبه – اترك له فرصة الدفاع عن نفسه – اعرف وجهة نظره – التمس له العذر – أي شيئ إلا أنك تقف موقف الجاهز للفراق المتحفز لترك الصحبة – هل نسيت أو تناسيت كل محاسن صديقك؟ – هل عيوب صديقك هذا كثيرة بالدرجة التي قررت فيها ترك صداقته واستغنيت عنها؟ هل أحسست أنه له طريقة مختلفة عن طريقتك تماما وبهذا يصعب صحبته؟
لابد أن تعلم أخي الكريم إن صحبة الصديق أخذت أياما كثيرة حتى أحس كل منكما برغبته في صحبة الآخر فليس من المعقول أنه ما بني في أيام طويلة يهد في لحظة.
يمكن هنا فعلا يظهر معدن هذا الذي يظن في نفسه العلو والرقي وفي حقيقة الأمر قد يكون بخلاف ذلك لأنه استغنى عن صديقه هكذا بكل سهولة.
وفي النهاية أختم كلامي بقول الشاعر

أتطلب صاحباً لا عيب فيه؟! وأي الناس ليس له عيوب؟!
والحمد لله رب العالمين،،،