عند قراءة تاريخ الأمم السابقة كانت نهايتهم من خلال طغيانهم على الحق وانتشار الفاحشة التي عمت مجتمعاتهم في ذلك الوقت رغم وجود الرسول والنبي الذي ينهاهم ويحذرهم من نتيجة أعمالهم .الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة مليئة بقصص الأقوام ونهايتها من خلال العذاب الذي حل بهم نتيجة الفواحش.وهذه آثارهم وما حل بها من عذاب تشهد عليهم إلى يومنا هذا .اقرأ إن شئت ما حل بقوم لوط وصالح وشعيب وموسى وعاد . ..على أنبياء الله ورسله السلام . قال الله تعالى ) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين( .........
عندما كان الرسول صلى الله يسأل عن الساعة ولا يسال عنها إنسان غافل . كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربط قيامها بالفواحش وانتشارها وهي من العلامات الصغرى لقيام الساعة التي اخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم صدق رسول الله . والتي ظهرت ونشاهدها كل يوم واكتملت في حياة الأمة التي أصبحت تعيش في ظل الفواحش ما ظهر منها وما بطن إلا ما رحم ربي .
عندما تتجسد هذه الفواحش بالمجتمعات وحياتها وتغير في خلق الله وسننه تبتعد عن الفضيلة والقيم الإنسانية تنتج الفتن وهي من نتائج العلامات الصغرى .إذ يفتن الإنسان بعقيدته وإتباعها وطاعتها ويفتن بأخلاقه وقيمه من اجل عرض من اعراض الدنيا وزينتها والتي إن بدأت هذه الفتن أصبحت متتالية كقطع الليل ليذوق الإنسان ما صنعت يديه من فواحش وطغيان قال الله تعالى { ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون . ( وكما أن لهذا الكون علامات كبرى لنهايته .فان لكل امة طغت على الحق علامات قدوم ساعتها قال الله تعالى : وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .ولا ينجوا منها إلا من امر بالمعروف ونهى عن المنكر .
قال الشاعر و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .رغم بلوغ الإنسان ما بلغه من تطور تم تسخيره من اجل متاع النفس والهوى ليتمتع بكل لحظة من لحظاتها حتى ولو على حساب حقوق وحياة الآخرين وعلى حساب الأخلاق والقيم والترابط التي تجعل المجتمعات متماسكة بعيدة عن الفوضى والتي تعاني منه المجتمعات حاليا وبعيدة عن الرحمة التي يخرج من رحمها الترابط الاسري من تربية ألا بناء إلى بر الوالدين والتي لا يمكن ان تكون إلا من خلال القلوب الرحيمة. وانعدام الأمن الذي لا يمكن فرضه من خلال القوانين الوضعية ومهما بلغت . لهذا ستنهار كل القوى العظيمة التي نراها من خلال الفواحش والطغيان .
في وقت ليس ببعيد كانت هذه الامة تنعم بنعمة الاستقرار والترابط والتكافل والأمان الحقيقي وحفظ الامانة والحياء من الله كل ذلك من خلال الوازع الايماني الذي يمد الانسان بالبصيرة للفهم الصحيح في معاملة الاخرين مثل ان تحب لأخيك ما تحبه لنفسك مقياس في التوصل للحق والرادع هو كما تدين تدان وذلك في الحياة الدنيا الذي تعجز عن تحقيقه كل قوانين الارض وكذلك محاربة الرذيلة والمنكر وعدم انتشارها في حياة المجتمع .مما جعلها امة قوية ولها فرصة البقاء من خلال التماسك الداخلي والحفاظ على القيم نعمة من نعم الايمان التي لا يشعر بقيمتها إلا من فقدها كما هو حاصل في ايامنا هذه .قال الله تعالى ( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ).