الرياض: اعتبر مختصون شرعيون إصدار فيلم مضاد للفيلم الهولندي "الفتنة" بالطريقة نفسها تصرفاً غير مسئول وغير عقلاني ويخالف النهج الإسلامي في السماحة وحسن التعامل.
وكان شخص يدعى رائد السعيد ويقال إنه سعودي قد أعد فيلما مدته 6 دقائق وأسماه "الانشقاق" ، واحتوى على نصوص من الإنجيل تدعو للحرب وعرضه على شبكة "يوتيوب". وجاء إنتاج الفيلم حسب رأي معده للتدليل على إمكانية توظيف نصوص معينة من الكتب السماوية والعمل على تفسيرها على نحو غير الذي وردت لأجله للتدليل على أنها تدعو للعنف والحرب.
وشدد الداعية بوزارة الشئون الإسلامية السعودية ماجد المرسال على ضرورة "التأني في ردود الفعل وتركها للعقلاء من دعاة وعلماء وقادة وألا تتم هذه الردود بصورة عشوائية غير منضبطة".
وأضاف في حديثه لجريدة "الوطن" السعودية : ردود الفعل حين تكون بصورة شرعية ستؤدي الصورة الحسنة التي يمثلها الإسلام وتمثلها أفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم أما ردود الأفعال غير المنضبطة كالشتم والسب والنيل من مقدسات الآخرين فليس من الاحتساب الشرعي فالله تعالى يقول (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) وهذا ما يقوم به بعض الجهال من سب الديانات الأخرى أو شتم الكتب المقدسة وفجأة تجد أن الوضع تأجج بين الديانات بسبب بعض المستعجلين الذين يريدون أن يحسب لهم الاحتساب أمام الناس وهذه الأفعال غير المنضبطة تخالف عقيدة المسلمين قبل أن تكون في صالح المسلمين.
وأكد المرسال أن الحوار يجب أن يكون هو السياسة العامة للدعاة والعلماء وغيرهم في الحديث مع الآخر وخصوصاً فيما يتعلق بالإساءة للمقدسات.
أما القاضي بديوان المظالم الشيخ عبداللطيف القرني فقال: إن الرد الحقيقي يكون بتوضيح سماحة الإسلام وحقيقته، وليس أفعالا غير مدروسة يكون أثرها السلبي على الإسلام والمسلمين أكثر.
وأضاف: الردود المستعجلة ترضي مطامع من لديهم عواطف عنف، فهذه التصرفات تخدم المتطرفين من الطرفين والله خلق الأرض فيها الحق والباطل منذ القدم ولو أراد سبحانه أن يمحو الباطل لمحاه بكلمة واحدة ولكنه يريد أن يظل الحوار وتعمر الأرض.
وأثار فيلم "الانشقاق" ردود فعل مسيحية خصوصا في هولندا تؤكد رفضها "ربط الإنجيل بالعنف". وقال اتحاد الكنائس الهولندية: لا يجب السير وراء إثارة العداء أو الكراهية وربط الكتب السماوية بدعوات العنف أو الحرب، فكما سبق وأن رفضت الكنيسة توصيف القرآن بالتحريض على العنف، ترفض أيضا ربط الإنجيل بهذه المعاني، فقلة من الأشخاص ليسوا هم كل المسيحيين، كما أن قلة من المسلمين تسيء للدين الإسلامي ليسوا هم كل المسلمين.