امتداداً للفيلم العربي القديم " تحيا الستات " الذي رفع فيه الرجال شعار" تسقط الستات " حاول فيه الرجال الهروب من الجنس اللطيف إلى جزيرة صغيرة تعلوها لافتة كبيرة مكتوب عليها " للرجال فقط " ، يبدو أن فكرة الفيلم استهوت بعض رجال مصر ، بعد أن تحولت حواء إلى مركز قوي بأمر القانون من خلال المركز القومي للمرأة ، وبعد أن تعالت صيحات تمكين المرأة في كل مكان ، فقرروا تنفيذها علي الطبيعة ، حين قرر بعضهم إنشاء مجلس قومي للرجال .
وقد جاءت الفكرة بعد أن أكدت أحدث دراسة قام بها المركز القومي للبحوث بمصر أن 38% من الزوجات يعتدين على أزواجهن بالضرب ، ما أثار فزع وخوف بعض الرجال على مصيرهم من زوجاتهم .
ودفع هذا الفزع الرجال إلى السعي نحو إنشاء مركز قومي لهم ، تكون من بين أهدافه رعاية الأزواج من بطش زوجاتهم إلى جانب تقويم العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ، وعدم مغالاتهن في استخدام القوانين.
وذكر الدكتور فاروق لطيف أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس وأحد القائمين على تنفيذ الفكرة ، أن المجلس الجديد سينادي بمقاطعة جميع المحلات والشركات التي تملكها وتعمل بها السيدات ، كذلك مقاطعة المنتجات التي تروج لها الفتيات في الإعلانات التلفزيونية .
وأشار د. فاروق حسب جريدة " البيان " الإماراتية إلى ضرورة المساواة بين الرجال والنساء في تأدية الخدمة العسكرية ، وعدم انتخاب أي مرشح أو مرشحة يدعمون حقوق المرأة في الانتخابات ، والامتناع عن الزواج من أي فتاة حاصلة على أكثر من الإعدادية .
الخلع استفزهم
وهذه السابقة لا تعد الأولي من نوعها ، فبعد أن تم تطبيق قانون " الخلع " الذي جاء حماية للمرأة المقهورة التي لا حول لها ولا قوة ، جن جنون الرجال أيضاً واستفزهم ودفعهم لتنظيم مؤسسات ومنظمات تدافع عن حقوق الرجل وتؤازره بعد الخلع لتعيد توازنه من جديد وسط الحياة .
وكان الدكتور عبد الصمد رئيس وأمين جمعية الرجال المخلوعين، وهي جمعية مصرية أنشأها بعض الأزواج الذين قامت زوجاتهم بخلعهم إثر هوجة قانون الخلع المطبق في مصر منذ حوالي ست سنوات ، قد طالب بالمساواة مع المرأة وذلك بتجنيد النساء في الجيش المصري وإلغاء تخصيص عربات لهن بمترو الأنفاق .
وأكد د. عبد الصمد أن تخصيص عربات بعينها بمترو الأنفاق وقصرها على النساء فقط هو خرق سافر لأحد نصوص الدستور المصري .
كما طالب الدكتور عبد الصمد أيضاً بمراجعة قانون الخلع وتقييمه بعد تطبيقه لعدة سنوات لأن به ثغرات يجب علاجها، حيث استغلته بعض الزوجات أسوأ استغلال لأغراض في أنفسهن أو لأسباب تافهة، وذكر مثالاً لزوج يعمل قبطاناً بحرياً عاد من رحلته فلم يجد زوجته واكتشف إنها تزوجت عليه بعقد عرفي وهي علي ذمته ، فلجأ إلي النيابة التي حبستها هي وزوجها الثاني بتهمة الزنا وتعدد الأزواج ، لكن الزوجة قامت برفع دعوى خلع وقضت لها المحكمة بذلك.
و ذكر الدكتور عبد الصمد وهو أحد مؤسسي "الجبهة" وهو أحد الرجال المخلوعين أيضاً ، في صحيفة مصرية أن الحركات النسوية اصبحت موجودة بكثرة لتدافع عن حقوق المرأة إلى الدرجة التي بات فيها حق الرجل مهضوماً، لذا يطالب بالمساواة وتطبيق الشعار نفسه الذي يطالبن به ، ومنع الميزات اللاتي يتمتعن بها مثل إلغاء تخصيص عربيات المترو لهن كما يتم تجنيدهن بالجيش.
مأوي للرجال فقط
ولا يقتصر شعور الرجال بالقهر والاضطهاد من قبل زوجاتهم على رجال مصر فقط ، بل إن دراسة للديوان التونسي للأسرة والعمران البشري كشفت أن تركيبة الأسرة التونسية شهدت تغييراً وأن الرجل لم يعد المصدر الرئيسي للدخل في البيت.
لذا بادر العربي بن علي الفيتوري وهو أحد وجوه المجتمع المدني في تونس بإنشاء أول ملجأ للأزواج المطلقين أو المضطهدين من قبل زوجاتهم ، وذلك من خلال تخصيص أحد مدن الضاحية الشمالية كملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم الذين غالباً ما يجدون أنفسهم خارح بيت الزوجية بسبب معاملة أو عنف زوجاتهم ، كما ذكرت مجلة "الملاحظ" التونسية .
ويضم هذا الملجأ أيضاً المعنفيين من الرجال وخاصة بعد تنامي هذه الظاهرة الجديدة والتي تتمثل في وجود نساء يجدن متعة في تعنيف أزواجهن .
كما أطلق موقع حديث على شبكة الإنترنت لمساعدة المطلقين حديثـًا في البرتغال على مواجهة المهامّ التي كانت ملقاة قبل الطلاق على كاهل نسائهم .
وبعد هذه المحاولات هل يظن الرجل ، أن بإمكانه الاستغناء عن المرأة ، وهل ستكون نهاية المجلس القومي للرجال كنهاية الفيلم العربي القديم " تحيا الستات " ، الذي بدأ بـ " شعار تسقط الستات " وانتهي بشعار تحيا الستات وهو اسم الفيلم طبعاً .
برأيكم لماذا يفكر الرجال في مجلس قومي لهم ؟