سكون يخيم على كل شيء، صمت رهيب و هدوء عجيب فليس هناك سوى موتى و قبور، لقد انتهى الزمان و فات الأوان، صيحة عالية تشق الصمت يدوي صوتها في الفضاء فتوقظ الموتى، تبعثر القبور، و تنشق الأرض فيخرج منها الناس حفاة عراة عليهم غبار قبورهم و كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام. ينظر الناس حولهم في ذهول هل هذه هي الأرض التي عشنا عليها؟ الجبال دكت و الأنهار جفت و البحار اشتعلت فالأرض غير الأرض و السماء غير السماء.. لا مفر من تلبية النداء ((وقعت الواقعة))الكل يصمت و الكل مشغول بنفسه لا يفكر إلا في مصيبته. الآن اكتمل العدد من الإنس و الجن و الوحوش و الشياطين..الكل واقفون في ارض واحدة ((وفجأة..)) تتعلق العيون بالسماء فإنها تنشق بصوت رهيب يزيد الرعب رعبا و الفزع فزعا، و ينزل من السماء ملائكة أشكالهم رهيبة يقفون صفا واحدا في خشوع و ذل ثم يفزع الناس و يسألونهم أفيكم ربنا؟؟ترتجف الملائكة و تقول سبحان ربنا ليس فينا و لكنه آت!!!!
و يتوالى نزول الملائكة حتى ينزل حملة العرش ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا في صمت الخلائق ثم ينزل الله تبارك و تعالى في جلاله و عظمته....يضع كرسيه حيث يشاء من أرضه و يقول سبحانهيا معشر الإنس و الجن إني أنصت إليكم منذ أن خلقتكم إلى يومكم هذا اسمع قولكم و أبصر أعمالكم فأنصتوا إلي فإنما هي أعمالكم و صحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).....الناس أبصارهم زائغة و الشمس تدنو من الرؤوس من فوقهم لا يفصل بينهم و بينها إلا ميل واحد و لكنها في هذا اليوم حرها مضاعف و أنا و أنت واقفون معهم نبكي و دموعنا تنهمر من الفزع و الخوف و الكل ينتظر و يطول الانتظار50 ألف سنة تقف لا تدري إلى أين تمضي إلى الجنة أو النار...50 ألف سنة و لا شربة ماء ولا لقمة و تلتهب الأفواه و الأمعاء و الكل ينتظر و يطلب الرحمة و بعض الناس يطلب الرحمة و لو بالذهاب إلى النار من هول الموقف و طول الانتظار ألهذه الدرجة؟؟؟نعم...ماذا فعل هل من ملجأ يومئذ من كل هذا؟؟نعم ...فهناك أصحاب الإمتيازات الخاصة الذين يظلهم الله تحت عرشه منهم : شاب نشأ في طاعة الله و منهم رجل قلبه معلق بالمساجد و منهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ..هل أنت من هؤلاء؟؟؟؟؟
الأمل الأخير ما حال بقية الناس؟ يجثون على ركبهم خائفين أليس هذا آدم أبو البشر؟ أليس هذا من اسجد الله له الملائكة؟؟الكل يجري إليه اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ثم يجرون إلى موسى فيقول :نفسي نفسي، و يجرون إلى عيسى فيقول نفسي نفسي و أنت تهتف معهم نفسي نفسي فإذا بهم يرون محمد (ص) فيسرعون إليه فينطلق إلى ربه و يستأذن عليه فيؤذن له و يقال لهسل تعط و اشفع تشفع) و الناس كلهم يرتقبون فإذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن و تشرق الأرض بنور ربها ثم(( يبدأ الحساب)) و ينادى فلان ابن فلان انه اسمك و أنت تفزع من مكانك و يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها و كلهم ينظرون إليك...و صوت جهنم يزأر في أذنك و أيدي الملائكة على كتفيك ثم يذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال و يبدأ (مشهد جديد) هذا المشهد سأدعه لكم فكل واحد منا يعلم ماذا فعل في حياته من خير يسره رؤيته و من فضائح لا يسره إعلانها أمام العالمين.......